وما تشاؤون الا ان يشاء الله
قيل سياق الآية يبين أنه ليس المراد هذا بل المراد وما تشاؤون بعد أن أمرتم بالفعل أن تفعلوه إلا أن يشاء الله فإنه تعالى ذكر الأمر والنهي والوعد والوعيد ثم قال بعد ذلك إ ن ه ذ ه ت ذ ك ر ة ف م ن.
وما تشاؤون الا ان يشاء الله. خرج عن أبی الحسن علیه السلام قال. إن الل ه جعل قلوب الأئمه. وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وفيه إعلام أن أحدا لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله ولا شرا إلا بخذلانه. وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحق إلا أن يشاء الله ذلك.
وقال أبو هريرة وسليمان بن موسى. و م ا ت ش اء ون إ لا أ ن ي ش اء الل ه ر ب ال ع ال م ين يقول تعالى ذكره. حكم قول وما تشاؤون إلا أن يشاء الله عند المصيبة بعض الناس إذا وقعت له مصيبة أو حصل له أمر غير متوقع قال وما تشاؤون إلا أن يشاء الله أو يقال له ذلك فهل معنى الآية مناسب لهذا المقام وهل يشرع قول ذلك فالسنة عند وقوع المصيبة. عن تفسیر القمی محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن محمد بن السیاری عن فلان قال.
وذكر أن السبب الذي من أجله نـزلت هذه الآية ما حدثنا ابن حميد. وما تشاؤون أي الطاعة والاستقامة واتخاذ السبيل إلى الله إلا أن يشاء الله فأخبر أن الأمر إليه سبحانه ليس إليهم وأنه لا تنفذ مشيئة أحد ولا تتقدم إلا أن تتقدم مشيئته. وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما لما ناط اختيارهم سبيل مرضاة الله بمشيئتهم أعقبه بالتنبيه إلى الإقبال على طلب مرضاة الله للتوسل برضاه إلى تيسير سلوك سبل الخير لهم لأنهم إذا كانوا منه بمحل الرضى. الخطبة الثانية و م ا ت ش اء ون إ ل ا أ ن ي ش اء الل ه إ ن الل ه الحمد لله رب العالمين.
و م ا ت ش اؤ ون إ لا أ ن ی ش اء الل ه ر ب ال عال می ن. الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم وهذا هو القدر وهو رأس القدرية فنزلت وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين فبين بهذا.